أخبار-ثقافة -فكر دينى – فنون – أثار
نفيسة عبد الفتاح تكتب:
” يانور النبي” يهتف بها مجذوب من شدة الوجد بينما يدور حول مسجد من مساجد آل البيت، أو ربما تنطلق بعفوية على لسان شخص في لحظة تمكين لمحبتك علي كل جوارحه ياحبيب الله وحبيب كل من آمن بك وصدق برسالتك صلوات الله وسلامه عليك، جملة تمتثل للحقيقة وتفصح عن مكانك المحفور في القلب ومكانتك التي تعلو كل مكانة لبشر ، باسقَة ربيعية الهوي كربيع مولدك الزاهي مروية باليقين بتفردك بهذا النور الذى لم يخفت رغم مرور ألف وأربعمائة وخمسين عاما على ميلادك، نعم منذ ميلادك، وإن كان نورك لم يغمر هذا الكون إلا مع بعثتك، ياسيد ولد أدم، وكيف لاتكون نورا وقد قال رب العزة ” وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا (الأحزاب 46)، و”قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ” (المائدة 15)، يانور هدايتنا وصلاح قلوبنا، يا أيها البشر الرسول هل كنت الا حاملا وناشرا لدعوة النور ، أنت من قلت عليك خير صلاة وتسليم : “إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك: دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى قومه، ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام، وكذلك ترى أمهات النبيين صلوات الله عليهم” لقد جعل ميلادك أم عثمان ابن أبى العاص الثقفي تتعجب لتدلي النجوم حتى كادت تظنها ستقع عليها، فلما ولدت خرج منها نور أضاء له البيت والدار، حتى صارت لا ترى إلا نورا. فأنت حقا بشر، لكنك صلوات الله عليك كما قال فيك أحد الصالحين ” محمد بشر لا كالبشر، بل هو ياقوت بين الحجر”
دول وممالك أظلمت وانقضت، وبقى مامنحته من نور للبشرية ، بقى القرآن الكريم يتلى، آياته محكمة معجزة،، كتاب محفوظ يعجز من أراد الدس فيه، ولا يقدر عليه انس ولا جان، كتاب عزيز ” لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ”
نعم ظل نورك لا تحجبه الحجب، ولا يطويه الظلام أبدا، من مثلك يا أعظم العظماء ياخير البرية يا من يبذل الأدعياء جهدهم للنيل من رسالتك، يختلقون الفتن، يشككون فى سنتك، يتهمون، يفعلون كل ما بإمكانهم لتشويش العقول، ويبقى ذلك التور قادرا على الإشراق فى قلوب الذين لا ينطقون بلغة القرآن، تماما كما يفعل فى قلوب الناطقين بها، نور لا تهزمه فترات ضعف الأمة ولا تنتهى صلاحيته بمرور الزمان ولا تزيده التحديات الا انتشارا.
ولعل السؤال الذى سيظل محيرا لكل من ليس بمقدوره فهم الهبات الربانية، كيف يا أيها الأمى اليتيم غيرت وجه العالم، كيف تركت لنا دواء أرواحنا وخرائط حياتنا ومسالك دروبنا، كيف التف حولك الرجال لتصنع بهم تاريخ أمة حققت الفتوحات وأنجبت العلماء وحققت مالم يخطر على قلب بشر من انجازات، أمة تسير على هديك لقرون ولا تزداد الا حبا وغيرة على سيرتك الطاهرة، سيرة نبى كلما استمسكنا بهديه وبالكتاب الذي جاء به ،تقدمنا وانتصرنا، وكلما ابتعدنا كاد الظلام أن يتخطفنا لولا أن يدك الشريفة تظل بالنور دائما ممتدة.. ووحدها تلك اليد قادرة على اعادتنا.